هل أصبحت الكتابة موضة؟
كثيرًا ما يخطر على ذهني هذا السؤال، وحين يلحّ عليّ لا أبالغ إن قلت إنني أصل أحيانا إلى كره الكتابة، حتى لا أُحسب على الفئة التي جعلت مثل هذه الفكرة تخطر على أذهاننا!
أستغرب بالفعل هوس الجميع بالكتابة، الجميع يريد أن يكتب، لكن السؤال الحقيقي: من الذي سيقرأ؟
معظم من يكتبون لا يقرؤون، وهنا بالطبع أستثني الكاتب الحقيقي، الكلام فقط على المتعلقين على جدران الكتابة، رغبة في الشهرة، أو في البوح، أو تشبهًا بقامات فرضت نفسها بموهبتها، أو تملقًا، أو أو أو..
الاحتمالات كثيرة لدوافع الكتابة، ولا يمكن تحديدها على وجه الدقة، كما لا يمكن حصرها إلا ببذل المزيد من الجهد والتفكير والبحث، وهذا ما لا أرغب في القيام به، فوقتي أهم من أن أضيعه على أمر كهذا.. لكن أين دور القارئ؟ بل أين القارئ الواعي والقادر على فرز الغث من السمين؟
أين القارئ الذي يستطيع أن يقول لمثل هؤلاء الكتّاب، أو المدعين بالأصح، بأن ما يكتبونه لا قيمة له، وبأنه مضيعة لوقتهم ولوقت الآخرين الذين يتوهمون حين يمسكون بكتبهم بأنهم قد يجدون شيئا ذا قيمة فيها، ولكنهم يكتشفون بعد مضي عدد من الصفحات يقل أو يكثر بأنه كانوا مخطئين!
إن عددًا كبيرًا من القراء اليوم هم من فئة الشباب الذين لا يستطيعون أن يميزوا تماما مستوى الكتب التي يقرؤونها، وبعضهم ينساق لخفة الكتاب، أقصد خفة محتواه، وأحيانا خفة وزنه الحقيقي، فيشتري الكتاب أو يُعجب بالكاتب لأنه يكتب كلام بسيطا وسهلا، ويشبه كلامنا اليومي وحديثنا العادي،، كلاما غير معقد، وواضح لأي شخص كان بغضّ النظر عن مستوى ثقافته أو تعليمه!
ولكن السؤال الأخير الذي سأطرحه هنا، وسأوجهه لهذه الفئة من القراء:
إن قرأت كلاما بسيطًا كالكلام اليومي والحوار البسيط المتداول بين عامة الناس، فما الذي يمكن أن تضيفه القراءة لك؟ كيف يمكن أن يرتقي مستوى تفكيرك وتزداد درجة ثقافتك ومستوى وعيك بنفسك وبما حولك إن كنت تقرأ كتبًا بسيطة لا تعقيد فيها، ولا تخوض في مواضيع أبعد مما تعرفه في حياتك اليومية؟؟ وما هدفك أساسا من القراءة حينها؟
وأكتفي بهذا..
اترك رد